لماذا سجدوا؟!
لماذا سجدوا؟!
لقد قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم )بأمر لم يقم به ولا مرَّة حتى هذه اللحظة من أول تاريخ البعثة، وهو قراءة سورة كاملة من القرآن الكريم على أسماع الجميع من المسلمين والمشركين!!!
، وكانت هذه السورة هي سورة النجم، وكان المكان هو أكثر أماكن مكة ازدحامًا بالناس، وهو البيت الحرام!
، وكانت هذه السورة هي سورة النجم، وكان المكان هو أكثر أماكن مكة ازدحامًا بالناس، وهو البيت الحرام!
الزمان : سنة ٦ من البعثه النبويه الشريفه
قرأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) السورة، وكأنه يقرأ بيانًا تحذيريًّا إلى مشركي قريش؛ ولم يقدر على مقاطعته أحد، ويا ليتنا نتصوَّر هذا الموقف، ورسول الله( صلى الله عليه وسلم )يقرأ القرآن بصوته العذب، وفهمه العميق لكل حرف، ثم الجميع حوله يُنصت، وكأن على رءوسهم الطير!
قرأ رسول الله( صلى الله عليه وسلم):
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى}[النجم: 1-12].
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى}[النجم: 1-12].
التفسير:
(ذُو مِرَّةٍ) معناها: ذو خَلْق حسناستمع المشركون إلي روعة الآيات والكلمات، وبُهروا بهذا الكلام العجيب، الذي لا يقدر عليه بشر، فلم يُحَرِّكوا ساكنًا، وخرست الألسنة، وتسمَّرت الأقدام، وتعلَّقت العيون برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والسورة تشرح للمشركين قصته (صلى الله عليه وسلم) بإيجاز:
١-إنه صاحبهم الذي يعرفونه، ويعرفون نسبه وشرفه وصدقه وعفافه،
٢-وهو لا يتكلَّم معهم بهواه إنما يأتيه ملك الوحي من السماء؛
- هذه هي الحقيقة التي أخبرت بها السورةُ أهلَ مكة عن طبيعة الرسول ومهمَّته؛ ومن ثَمَّ وضعت القومَ في حرج شديد؛ إذ لماذا إذن يُكَذِّبونه ويجادلونه وهو ليس إلَّا رسول يحمل لهم رسالة من الله؟!
ثم أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يُكمل قراءته بصوتٍ قوي يُحَذِّر من اتباع آلهة مزعومة لا قيمة لها، ويُحَذِّر كذلك من أن ينسب أحدٌ شيئًا إلى الله سبحانه عن غير علم:
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى* إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}[النجم: 19-23].
التفسير:
قسمه ضِيزَى: قسمه جائرةهذه الآيات تُهين آلهة قريش، وتحقر من شأنها، فإن المشركين لم ينطقوا بكلمة واحدة؛ بل ظلُّوا يستمعون القرآن مبهورين انبهارًا كاملًا،
ملاحظة:
الخطاب مباشر للمشركين في أكثر من آية؛ وذلك مثل قوله تعالى:
{أَفَرَأَيْتُمُ}، و{أَلَكُمُ الذَّكَرُ}، و{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ}، فهذه كلها كلمات خطابية لهم، وأسئلة موجَّهة لعقولهم، وعليهم أن يبحثوا عن إجابة عنها؟!
وتمضي الآيات تكشف عن خبايا المشركين، وتفضحهم أمام أنفسهم، وتوضِّح جريمتهم الشنيعة يوم أشركوا بالله ربِّ العالمين؛
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى}[النجم: 33-41].
التفسير:
أكمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قراءته للسورة وهي تشرح صفة الإله القدير الذي نعبده، كما تُوَضِّح عاقبة الأقوام الذين كذَّبوا قبل أهل مكة؛ قال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تتمَارَى [النجم: 42-55].
التفسير:
أَكْدَى : قطع، منع
الشعرى: اسم نجم شديد الضياء
المؤتفكة أهوى: يعني مدائن قوم لوط عليه السلام ، انقلبت وصار عاليها سافلها
أهوى: أي خسف بهم بعد رفعها إلى السماء، رفعها جبريل ثم أهوى بها إلى الأرض.
تتمارى: أي تشَكَّك
من خلال تصوير الآيات... تشعر بالمشركين وهم ينتظرون قارعة أو خسفًا من الله سبحانه، وكأنك تراهم وهم مرتعبون من عقاب الله المنتظَر، وقد سمعوا تهديده وتعنيفه لهم، وذِكْرَه الصريح بأن هذا نذير لهم، كما أن الآيات أظهرت عجزهم الفاضح أمام إلهٍ عظيم بيده كلُّ شيء، وقادر على إهلاك أمم عظيمة كانت أشدَّ منهم قوَّة، وأعظم بأسًا.
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى}[النجم: 33-41].
التفسير:
أكمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قراءته للسورة وهي تشرح صفة الإله القدير الذي نعبده، كما تُوَضِّح عاقبة الأقوام الذين كذَّبوا قبل أهل مكة؛ قال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تتمَارَى [النجم: 42-55].
التفسير:
أَكْدَى : قطع، منع
الشعرى: اسم نجم شديد الضياء
المؤتفكة أهوى: يعني مدائن قوم لوط عليه السلام ، انقلبت وصار عاليها سافلها
أهوى: أي خسف بهم بعد رفعها إلى السماء، رفعها جبريل ثم أهوى بها إلى الأرض.
تتمارى: أي تشَكَّك
من خلال تصوير الآيات... تشعر بالمشركين وهم ينتظرون قارعة أو خسفًا من الله سبحانه، وكأنك تراهم وهم مرتعبون من عقاب الله المنتظَر، وقد سمعوا تهديده وتعنيفه لهم، وذِكْرَه الصريح بأن هذا نذير لهم، كما أن الآيات أظهرت عجزهم الفاضح أمام إلهٍ عظيم بيده كلُّ شيء، وقادر على إهلاك أمم عظيمة كانت أشدَّ منهم قوَّة، وأعظم بأسًا.
ثم تسارعت وتيرة الآيات، وعلت النبرة بشدَّة!
قال تعالى: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى * أَزِفَتِ الآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ * أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا}[النجم: 56-62].
التفسير:
أزفت: اقتربت ،والآزفة القيامة
سَامِدُونَ: غافلون، مستكبرون
إن الآيات تحثُّهم على الإسراع بكل طاقة ممكنة؛ فليس هناك وقت أيها المشركون! لقد أزفت الآزفة، وقد لا يتوفَّر لكم وقت للتوبة أو الرجعة، فأدركوا أنفسكم! إن جريمتكم هائلة؛ فأنتم أهل اللغة والبلاغة والأدب، وتعلمون أن هذا الحديث جدٌّ لا هزل فيه، صدقٌ لا كذب فيه، حقٌّ لا باطل فيه، فما لكم تضحكون منه، وتسخرون من حامله لكم؛ بينما الأجدر بكم أن تبكوا على حالكم، وأنتم سامدون لاهون معرِضون!
التفسير:
أزفت: اقتربت ،والآزفة القيامة
سَامِدُونَ: غافلون، مستكبرون
إن الآيات تحثُّهم على الإسراع بكل طاقة ممكنة؛ فليس هناك وقت أيها المشركون! لقد أزفت الآزفة، وقد لا يتوفَّر لكم وقت للتوبة أو الرجعة، فأدركوا أنفسكم! إن جريمتكم هائلة؛ فأنتم أهل اللغة والبلاغة والأدب، وتعلمون أن هذا الحديث جدٌّ لا هزل فيه، صدقٌ لا كذب فيه، حقٌّ لا باطل فيه، فما لكم تضحكون منه، وتسخرون من حامله لكم؛ بينما الأجدر بكم أن تبكوا على حالكم، وأنتم سامدون لاهون معرِضون!
ماذا نفعل؟!
كان هذا هو السؤال الحائر الذي تردَّد في أذهان كل المشركين الحاضرين!
حينها وجدوا رسول الله( صلى الله عليه وسلم) يسجد، ويسجد معه المؤمنون، فعلموا أن المخرج الوحيد من نزول عقاب الله الباطش بهم أن يسجدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لعلَّ هذا يعصمهم من العذاب، فسجدوا جميعًا في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ! وهي أن يسجد الكفار مع المؤمنين في لحظة واحدة مع رسول واحد!
قال ابن عباس رضي الله عنه: «سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلاصه القول:
أن النبي قرأ سورة النجم... أمام جمع من المسلمين والمشركين...وعند الانتهاء سجد النبي وسجد المسلمين وسجد المشركين.. والسؤاللماذا سجد المشركين؟!
سجدوا لأنهم كانوا يفهمون كلمات السورة، وتأثروا بها فما ملكوا أنفسهم من السجود خلف النبي رغم تكذيبهم النبينصيحه:
لابد من تعلم تفسير القران،حتى نفهم معانيهقال الطبري:
"كيف يستمتع بالقران من لا يعرف معانيه"
المصادر:
والألوسي: روح المعانيابن كثير: تفسير القرآن العظيم
الشوكاني: فتح القدير
الماوردي: النكت والعيون
ليست هناك تعليقات